القانون لا يحمي المغفلين

القانون لا يحمي المغفلين

كان حلما من أحلامها الكبيرة أن تمتلك قطعة ارض صغيرة في (موقع جيد) تربتها حمراء وتحفر فيها بئر ماء..!

كثيرة هي الأحلام ومنوعة ولكن أساليب الاحتيال أكثر.وتحقيق أي حلم على أرض الواقع صغيرا كان أم كبيرا بحاجة لدراسة جيدة وحذر أشد.

أعجبتها المنطقة ، قطع مفروزة تناثرت فيها بعض بيوت الكادحين أمثالها، بيوت بسيطة جميلة.

وقفت فيها والفرح يغمرها ويشدها للإسراع بإجراء معاملة الشراء لتمتلكها قبل أن تفقدها كما أبلغها وشجعها البائع صاحب المكتب الذي تعرفه و تثق به.

كانت تشعر بسعادة كل مرة تمر بها من المنطقة وتشاهد قطعة الأرض بطلتها المشرفة على الشارع الرئيسي وتشيد في مخيلتها بيت أحلامها ،حتى فوجئت يوما بالبناء عليها..!

الإسكان واضح يعرفه الجميع والقطعة سجلت برقم...لكنه ليس رقمها الحقيقي وليست هي القطعة التي شاهدتها انه رقم لقطعة أخرى في آخر قطع الإسكان بعيدة جدا ومنحدرة.

عاتبت وحاسبت ولم تحصل على نتيجة ،تحملت الخدعة التي تحملها غيرها بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة بيعت فيها أراض متضررة..!

(الأمل بالشفاء حلم يراود كل مريض فيتعلق بأوهام الشفاء العاجل..كما الغريق يتعلق بقشة ! )

يجلس بين الحين والآخر يقلب في المحطات الفضائية يبحث عن وسيلة علاج ، يستمع لأشخاص يروون قصص نجاح ومرضى تعافوا تماما من المرض فحاله كحال الكثيرين يشكون من أمراض العصر ، فيحثه الأمل ويتصل بالعنوان ، يطلبون منه فورا وضع 1000 دولار في حسابهم وبكل بساطة يضع المبلغ ليصله العلاج...ولا يزال مستمرا بالاتصالات والانتظار !

هذه أمثلة بسيطة ونماذج مصغرة عن ما يتكرر كل لحظة من حالات الضحايا ومانزال نجد باستمرار أناسا يقعون فريسة الخداع والكذب

قديما قالوا: لا يقع إلا الشاطر، وقالوا أيضا: الهشات خرب بيت الطماع

المحتالون تكتشفهم العدالة وتلاحقهم وتقبض عليهم ولو بعد حين و تعاقبهم لكن ليس باستطاعة القانون استرداد حقوقهم كاملة، وفي النهاية نكتشف أن الضحية سبب مساعد للنصب و الاحتيال بإغفالها القانون.

والقانون لا يحمي المغفلين

م/ق