حلم السنين...أحمد الهاشمي

ياحلماً راودني كثيراً

يا أملاً كان بالأمس بعيداً

اليوم أتيتِ

أقبلتِ

فعانقت أحلامي أشواق عمركِ

وتاه خيالي بهمسكِ وصمتكِ

يا إمرأة كانت تبيت بأعماق وجداني

يا زهرة تحدت الجفاف

فأمطرت لأجلها شلالات حناني

أغرقيني بفيض مكنون أحاسيسك

إلهبيني بنار أشواقكِ

فكم ضاع من عمري وعمركِ

ليالِ بصحراء الروح

حُبلى بالأماني

حيث كنت ألتحف الصبر

بليالي الوحدة

وأتطلع بروحي لفضاء روحكِ

أعانق الوجد

أضم كواكب المجرات

أظنها أنتِ

وأنتِ القابعة المتماسكة

تنتظرين رسالة تكتمل

تتزرعين بالصبر

وذكرى

ما كان يوماً طبيب جراح الوحدة

فتقشعر عظام جسدكِ من هجير الشوق

وتظهرين القوة ضعفاً وهراءً

فيلفح وجهك الجميل البرئ

صقيع الأماني

فتشتاقين لأنيسٍ

بخيالكِ

فهيهات أن يكون لكِ قرين

أويضارع قدركِ العظيم مثيل

وأنا الفارس المنتظر باب الهوى

أتيت

طرقت حصون قلبكِ

بمجانيق الحب

وأمطار الحنان

زخات

ألهب شعرك الجميل بها

وقدكِ الكامل المتلثم بنقاب العفاف

المحتجب خلف ستار الطهر

أنا رجلكِ

أنا مثيلك طهراً

أمهرتكِ من أحاسيسي حباً

أمطرتكِ من مشاعري عشقاً

عانق فؤادكِ قلبي

وأقبلت روحكِ تحتضن روحي

فذبنا حد الإنصهار

وشربنا من الصبابة حد الرواء

وكلما رويتكِ من حناني

زاد قلبك عطشاً

وإشتاقت روحكِ للمزيد دلالاً

حبيبتي

أين كنتِ؟

وإين كنتُ؟

كاننا كنا بأطراف الأرض

كلانا ينتظر نصفه الآخر

على قارعة الصبر

ولم تهلكنا السنين

فكان لقاء المحبين

العاشقين

حيث سقيتكِ من جمال العشق وردا

وافرطت على روحك من حناني مطراً

فأزهرت حديقة فؤادكِ

بعد الجفاف

واخضر غصن جسدكِ

وطاب لنا ليلنا وصباحنا

وطاب لقاء سمائي بجنتكِ

ومطري بزهركِ

خذيني إليكِ

لاتفلتيني

فكفى ماضاع من سنينك

وسنيني

أحمد الهاشمي