الخاسر الاكبر في الطلاق
في تقييم لايبدو دقيقا ، تعتبرالمرأة دائما الخاسر الاكبر في الطلاق ، فالمجتمع العربي يمنح الرجل حصانة ضد اي خسارة ، برغم ان الحقائق قد تختلف وما نحسبه «زيد يطلع عبيد» .
المرأة تخشى الطلاق قبل حدوثه ، لكن الرجل يعاني منه اكثر بعد وقوعه، تتبدل الحياة من حوله ، يشعربفراغ كبيرواكتئاب شديد ،هذا ما تؤكده دراسات نفسية واجتماعية بحسب عميد كلية الاداب بجامعة عمان الاهلية «د.عزمي منصور» .
كما يضيف: ماتزال النظرة الى المرأة المطلقة في مجتمعنا العربي غير سوية ، لكنها أفضل بكثيرمن السابق، حيث كان الطلاق يعتبر وصمة عار في حياة الانثى ، لذا لاتوجد امرأة في العالم تحب ان تكون مطلقة، لكن اذا وقع الطلاق تستطيع ان تنظم حياتها ،وتشعر بالاستقرار اكثر بكثيرمن الرجل، بخاصة اذا كانت عاملة ومنتجة، لها مصدر دخل وليست عالة على احد, فيما «تتكركب» حياة الرجل ولايستطيع التكيف مع الواقع الجديد ، مما يعرضه اكثر للاصابة بنوبات قلبية ومنها ما هو مميت ، لكن برغم ذلك يبقى الابناء هم الخاسرالاكبر، ما يتطلب من الأم القيام بدورتعويضي حتى لا تشعرهم بتبعات الطلاق فيزيد ذلك من اعبائها .
ما يقوله «د.منصور» يتوافق مع ابحاث عربية وعالمية ،تؤكد بأن الرجل يتساوى، بل وفي احيان كثيرة يتفوق على المرأة في التأثر بالاضرار المترتبة على الطلاق ،حتى في المجتمعات المتقدمة،وتكشف دراسة امريكية حديثة شملت 10 الاف رجل ، تزايدا في نسبة المطلقين الذين يعانون من امراض نفسية وجسدية ، بعضها خطير وقد يؤدي الى الموت، بالاضافة الى ذلك هناك 95% منهم يغادرون مسكن الزوجية مباشرة، مما يشيرالى ان نفسية الرجل ووضعه الاجتماعي يسوء ،حيث يزداد شعوره بالوحدة، وقد يقوده ذلك الى التفكيربالانتحار بوسائل مختلفة ،وبنسبة تفوق مرتين ونصف المتزوجين غير السعداء . الطلاق ليس ابغض الحلال فحسب ، بل ومنجما للأمراض النفسية والجسدية والخاسرون كثر.. وتقول موظفة مبيعات « سمية» أن زواجها كان فاشلا منذ البداية ، لكن خوفها من لقب مطلقة حال بينها وبين طلب الطلاق وتضيف: مع قدوم الاطفال زادت المعاناة، صحوت على الحقيقة المفزعة ، بأنني ساهمت في تكوين اسرة غير سعيدة ، لم اتردد في طلب الطلاق ، لم اخسرأكثر مما خسرت، وانا مع زوجي تحت سقف واحد..الاهم ان ابنائي معي.
ويقول «مطلق « آثر عدم ذكر اسمه»: يخطىء من يقول بأن الطلاق وضع محرج للمرأة وحدها ، فكلا الزوجين حياته تنهار، وكل منهما بحاجة لفترة قد تطول ،حتى يستطيع كل منهما ان يبدأ من جديد ، ويحكي عن تجربته فيقول:» لم اكن لاحتفظ بزوجة لا تريدني ، أو ان احرمها من الأمومة ، طلقت زوجتي بعد ثلاث سنوات من زواجنا ، وبعد تقارير طبية تثبت بأنني السبب في عدم الانجاب ، ، طلقتها ثأرا لكرامتي ورجولتي، وبرغم ذلك لم يكن الطلاق امرا سهلا بالنسبة لي ، ما يزال الجرح غائرا في اعماقي .
الى ذلك ، تفيد ابحاث لكلية»ميلز» وبرنامج الصحة العقلية والطفولة المبكرة بكاليفورنيا ، بأن الاطفال هم المتضررالاكبرمن طلاق الابوين ، فنسبة 66% ممن تتراوح اعمارهم بين12-18شهرا، ويتنقلون بين منزلي الوالدين المنفصلين يفقدون الشعور بالامان، ويصبحون اكثرعرضة للغضب والتوتر، بسبب فقدان الثقة بكل من الاب والام ، فيما يميل الاكبر سنا لنشاط عدواني زائد ،وعدم التركيز في الدراسة وانخفاض في مستويات هيموغلوبين الدم، ونقص في بعض المعادن مثل الحديد والزنك والنحاس.