في ذات مساء جلس رب الأسرة مع أطفاله الأعزاء واخذ يحدثهم ويعلمهم
يسامرهم وينصحهم وبين طيات كلامه سال كل طفل عن أحلامه
فقال أخبرني يا سالم بما أنت به حالم فاعتدل وقال سأخبرك ياوالدي عن حلمي وإرادتي فانا احلم بالرئاسة والخوض في مجال السياسة . . أتمنى بان أكون رئيسا
للبلاد فانشر العدل بين العباد وأقود الشعب إلي طريق الجهاد . . أتوسع بملكي و أمر
و انهي فإذا نزلت بتل أو قاع يكون أمري هو المجاب و المطاع
وإذا مررت بوادي اوجبل ترى الناس تناظرني على وجل.سأزيل من عقولهم
الأوهام وافرض على الناس التقدير والاحترام هذا هو حلمي ومبتغى علمي . . .
فالتفت نحو الثاني وقال أخبرني بما عندك من الأماني فانتبه منصور وقال لأبيه أريد أن أكون فنانا مشهور , سأكون نجم النجوم , وأزيل بطلتي عن الناس الهموم , سأملك مفاتيح لقلوب وترى الناس تهيم ورائي في كل الدروب ,وسيكنون لي الحب والإعجاب , وأكون في قلوبهم أعز الأحباب , وإذا حضرت لديهم يقدمون لي الغالي والنفيس مما لديهم , هذا يا والدي هو حلمي وإرادتي , وقام زاهر قائلا سأخبرك عن حلمي يا والدي لتكون على تحقيقه شاهدي , سأكون تاجرا إذا كبرت لأني بذلك حلمت , سأوفر الأموال وأمسك بيدي الغلال , سأتوسع في بناء العمارات وأسس أضخم المشروعات وسأقلب الصحاري إلى جنات , سأخوض هذا المجال بذكاء ومهارة لأنهم قالوا التجارة شطارة , فستكون هي لعبتي وفي سجلاتها سأنقش أسمي , فربت الأب على كتف وليد قائلا وأنت إلى ما تصبو وماذا تريد ؟ , فقال أبي سأكون للفلك عالما لأبحث عن كوكب يعمه الأمن والسلام فلقد سمعت في الأخبار بأن أرضا موطنا للخوف والكآبة والأخطار , أريد موطنا أعيش فيه قرير العين وأتلذذ بالسلام , فكف وليد عن كلامه وعن سرد أحلامه لما رأى قطرات من الدمع تجري على خد والده مشتت الذهن شاخص النظر في الجدار أمامه , وفجأة وقف الوالد لا شعوريا وسار وهو يردد لماذا نحن هكذا .. لماذا نحن هكذا ؟ ! ..
منقول