شقة أو سيجارة ..؟

شقة أو سيجارة ..؟

تفاجأ(ابو عماد) عندما استخدم حاسبة «معرفة تكاليف الانفاق على التدخين» انه انفق نحو 30 الف دينار ثمنا للسجائر التي كان يشتريها بمعدل علبتين يوميا منذ ان بدأ التدخين وهو شاب قبل 40 سنة .
ويأسف(ابو عماد) الذي ترك التدخين منذ نحو عام كامل على ذلك المبلغ الذي انفقه قائلا انه كان يستطيع شراء شقة, بهذا المبلغ لو كان لديه هذا الوعي باضرار التدخين كما هو حاله الان .
و(ابو شاكر) ليس افضل حالا من (ابو عماد)الذي وصل حجم انفاقه على التدخين نحو 36 الف دينار وفقا للحاسبة نفسها منذ ان بدا التدخين في سن المراهقة قبل نحو 50 سنة .
يقول (ابو شاكر) عندما يصبح الانسان مدخنا لا يلتفت الى التكاليف المادية او الاضرار الصحية للتدخين ليتفاجأ لاحقا بذلك الحجم الكبير لكليهما مع مرور الايام والسنوات .
ووفر مركز الحسين للسرطان ووزارة الصحة في معرض اقاماه في اطار مكافحة التدخين في احد المولات المحلية حاسبة يستطيع المدخن من خلالها تقدير الكلفة المالية التي يتكبدها بسبب التدخين وذلك بإدخال بيانات حول عدد السجائر التي يدخنها في اليوم الواحد.
وبحسب دراسات وزارة الصحة، فإن 6% من المدخنين بدأوا التدخين دون سن العاشرة في حين بدأ 50% منهم التدخين بين سني الـ15 و18 عاما، فيما يقبل 6% من سكان الأردن على تدخين النارجيلة.
ويشار إلى أن معدل انتشار التدخين بين البالغين وصل 50% بين الذكور و18% بين الإناث. ووفقا للإحصاءات الرسمية فان أكثر من 30% من السكان هم مدخنون
فيما يتجاوز حجم الإنفاق السنوي على التدخين 720 مليون دينار نصفها غير مرئي، وفقا لتصريح سابق لمدير إدارة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور بسام حجاوي.
ويذكر أن عدد المدخنين سنويا في العالم يتجاوز المليار ومئة مليون مدخن منهم 800 مليون يعيشون في الدول النامية و300 مليون يعيشون في الدول المتقدمة .فيما يتسبب التدخين سنويا بوفاة خمس ملايين مليون إنسان في العالم ويوميا بوفاة 13,700 ألف شخص عالميا أي أن شخص يتوفى كل 6,5ثانية في العالم .
وتشير الدراسات العالمية إلى أن عدد الوفيات سيبلغ عام 2030 إذا لم يتم مكافحة التدخين عالميا إلى عشر ملايين شخص منها 7 ملاين وفاة في الدول النامية أي بمعدل وفاة شخص واحد كل ثلاث ثواني عالميا.
ووفقا لارقام وزارة الصحة الاردنية فان التدخين يتسبب بوفاة واحد من كل مدخنين اثنين نتيجة للأمراض القاتلة الناجمة عن التعرض للدخان المنبعث عن احتراق السيجارة.
حيث ينتج عن احتراق السيجارة لدى إشعالها ما يزيد على 5 آلاف مادة كيميائية سامة، بحيث تؤثر هذه المواد السامة على مختلق أعضاء الجسم والتسبب بأمراض قاتلة مثل أمراض القلب والرئة والسرطان على اختلاف أنواعه والسكري بل وحتى الضعف الجنسي والعقم.كما أن الشخص غير المدخن والذي يتعرض لدخان سجائر الآخرين (التدخين السلبي) معرض للإصابة بكل هذه الأمراض أعلاه وبنفس درجة الخطورة.
وأثبتت الدراسات أن خطر التدخين على المرأة أكثر من تأثيرها على الرجل. كما يظهر التدخين عمر المدخن أكبر 10 سنوات من عمره الحقيقي لم له من تأثير سلبي على البشرة والجلد.
كما إن تعرض المرأة الحامل لدخان المدخنين يعرض جنينها مباشرة إلى العديد من المخاطر كالإجهاض والولادة المبكرة وعدم نمو الأطراف بشكل متساو ومتكامل إضافة إلى تصلب الشرايين لدى الجنين والوفاة المفاجئة للطفل بعد ولادته لما يحدثه الدخان من تثبيط لمركز التنفس في الدماغ.
ومحليا وحسب منظمة الصحة العالمية فإن ما يزيد على 60% من أطفال الأردن معرضون للتدخين السلبي. أما نسبة الأطباء المدخنين الذين يعول عليهم مكافحة هذا الوباء فقد تخطت حاجز ال35%.
وتفيد دراسات المركز الوطني للسكري ان انتشار مرض السكري بين الأردنيين مرتبط بالتدخين. فقد وجد أن الرجال والنساء الذين يدخنون حوالي 40 سيجارة في اليوم هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري. وتصل نسبة الإصابة لدى الرجال إلى 45% قياساً إلى غير المدخنين، بينما لدى النساء تصل إلى 74% .

مما راق لي